من هو جاك رانسيير بروح أمه؟ 
يوجين والترز*
 
 
عن موقع كريتيكال ثيوري  - 28 مارس 2018
 
ترجمة: حسين الحاج وأمير زكي
نوفمبر 2018
 
الترجمة خاصة بـ  Boring Books
يحتفظ المترجمان بحقهما في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بترجمتهما دون إذن منهما.
 
*يوجين والترز هو مؤسس ومحرر موقع كريتكال ثيوري.
 
جميع الصور في المتن وتعليقاتها من أصل المقال على موقع كريتيكال ثيوري

***

من هو جاك رانسيير؟

 

مُنَظِّر نقدي فرنسي وفيلسوف مشاغب يقف وحده بصفته مضادًا للفلسفة في عالم أبراج النخب الفكرية العاجية، واﻷكاديميين البرجوازيين، وجان بودريار. ورغم أن رانسيير أستاذ في جامعة باريس وطالب سابق للوي ألتوسير، لكنه كرس مشروعه الفكري لتدمير أساساتها.

بينما يبدو هذا أشبه بمشروع بودريار الذي يريد أن يُذكِّر الجميع أن كل شيء ليس سوى محاكاة، ولا شيء آخر يهم. أو مشروع نيتشه الذي يهاجم أسس الميتافزيقيا الغربية، يسلك رانسيير طريقًا مختلفًا، وهو أنه يتهم كل الفلاسفة اﻵخرين بأنهم حفنة أفلاطونيين أقذار كارهين للديمقراطية.

وبينما يفكك الفلاسفة اﻵخرون التقليد الميتافيزيقي ويستبدلونه بمشروعهم الخاص، يمكن تلخيص فلسفة رانسيير بـ "ولو! سيدرك الناس اﻷمور بطريقتهم"، ومن ثم فنحن نقدم لك: فلسفة جاك رانسيير.

 

#1 "كس أم الشرطة" هو تعريفه ببساطة للسياسة

يقدم رانسيير حجة بسيطة في مقال «عشر أطروحات حول السياسة». يوجد نوعان من السياسة في اﻷوضاع القائمة: الهراء المدعي الزائف الذي يتنكر في صورة السياسة، والسياسة الحقيقية، وُيطلق على السياسة المدعية «سياسات الشرطة»، بينما تصبح السياسة الحقيقية سياسة الاعتراض.

ما الاعتراض؟

الاعتراض هو العملية التي يُخَرِّب بها الفاعلون سياسات الشرطة.

هل ترى؟ كل ما تفعله الشرطة هو أن تخبرك ما عليك فعله وأين تفعله. هل تذكر تلك المرة التي وَبَّخَك فيها الشرطي ﻷنك تزلجت أمام متجر سِفِن-إِلِفن (7-11)؟ أو إذا كنت شخصًا ملون البشرة، أتذكر تلك المرة التي قَبَض عليك فيها الشرطي وألصق بك تهمة حيازة مخدرات ﻷنك تزلجت أمام متجر سفن-إلفن؟ هذا هو نظام الشرطة، أي تلك الحواجز التي تضعها الشرطة أمام ما يمكن رؤيته وقوله وعمله، وتحديد أين يمكن عمله. وحينما ابتعدت الشرطة وظللت تتزلج، فأنت بذلك خَرَّبت تمامًا تسييج الشرطة لهذا الفضاء (بصورة ما).

«تخبرك الشرطة إنه لا يوجد شيء لرؤيته في الشارع، وليس بإمكانك فعل شيء سوى المُضي قُدُمًا. تؤكد على أن مكان الحراك ليس سوى مكان للحركة. في المقابل، تعتمد السياسة على تحويل هذا المكان، مكان (المُضي قدمًا) إلى مكان لظهور ذات ما: الشعب، العمال، المواطنين، تعتمد على إعادة تشكيل المكان،  تحديد ما ينبغي فعله فيه، ما ينبغي أن يُرى فيه أو يسمى بداخله. إنها ممارسة مؤسسية لتحديد المُدرَك». (عشر أطروحات في السياسة)

يمكننا أن نرى كيف تعمل تلك الأقسام الشرطية من خلال أحداث «احتلوا وول ستريت».

كما رأيت، أنشأ بعض موظفي البنوك ذلك المتنزه على أرض السكان الأصليين المسروقة، ليتناولوا فيه الغداء بينما يستريحون من سرقة الملايين من العالم، مستغلين مشتقات وأساليب خرائية أخرى لا يفهمها أحد. قرر بعض الهيبيين أنهم يرغبون في الاعتصام في وول ستريت. تصرفت الشرطة بطريقة «روحوا في أي داهية»، وحين بدأ الهيبيون الاعتصام في متنزه زوكوتي وأفسدوا غداء موظفي البنوك، ذَكَّرَت الشرطة المتظاهرين بهدوء بأن المتنزه يملكه هؤلاء الناس البِيض ذوو البِدَل. ذَكَّرَت الشرطة المتظاهرين بأنهم إذا أرادوا المشاركة في هذه العملية «السياسية» فينبغي أن يشاركوا في الانتخابات مثل بقية الناس، أو على الأقل أن يكون هناك نوع من «المطالب المتماسكة». ولكن المتظاهرين لم يفعلوا ذلك، وهكذا بدأت الشرطة في رش الفلفل الحارق.

ممارسة الديمقراطية

هذا ما تقوم به أوامر الشرطة، تطلب منك المشاركة في السياسة المزيفة، أن تدلي بصوتك، وأن تخوض المناقشات السياسية، وأن تحاول استنفاد الطاقة مما يطلق عليه رانسيير «السياسة الواقعية». في النهاية، لم تندلع الثورة المصرية لأن الناس بدأوا إرسال مطالب مكتوبة لطيفة للحكومة، إنما اندلعت حين عبَّر الناس عن أنفسهم في المساحات العامة التي كانت في الماضي منزوعة السياسة.

 

#2 هو غير متفاهم مع زملائه

نال رانسيير أول حظه من الشهرة بالإسهام في كتاب «قراءة رأس المال» لأستاذه لوي ألتوسير.

ربما يكون من المفاجئ أن بعد عدة سنوات أصدر رانسيير كتابه «درس ألتوسير»، الذي بدا فيه وكأنه يقول لأستاذه ومعلمه غاضبًا «غُر في داهية». بدأ الشجار أثناء أحداث مايو 1968. بينما أكد ألتوسير والماركسيون الآخرون على أهمية الأكاديميا الماركسية في ثورات الطلاب الفرنسية، بدأ رانسيير ينفصل عن هذا الأسلوب التقليدي في التفكير. اتهم المثقفون الماركسيون الثورات بأنها برجوازية وغير منظمة. في المقابل اتهم رانسيير الماركسيين بأنهم مجموعة من قطع الخراء الصغير:

«(الفكرة الضمنية، أي التركيز على المستوى النظرى فحسب، لا تعني أن تعلم الماركسية يتم فقط من خلال الكتب، بل أن التعلم لا يتم سوى من خلال الكلاسيكيات. أي أن كل تطور خيانة، وكل تطبيق للماركسية هو انحراف نحو البراجماتية والأيدولوجيا والتلاعب السياسي" -ألتوسير). يمكن أن نرى بوضوح شديد من جملة (بالتركيز على المستوى النظري فحسب)، أن ما يوجد على المحك على المستوى العملي هو رفض (التطورات) التي أدخلها خروتشوف، مع أخلافه ومقلديه، على الماركسية (الكلاسيكية). على سبيل المثال كان ذلك هو الوقت الذي شاع فيه تعليم أن الوجود المشترك هو الشكل الأعلى من الصراع الطبقي...نقاء النظرية لا يمكن أن يخلو من التأثيرات السياسية. وهذا كل ما يهم: يمكن أن نقول كل شيء، شريطة أن لا يكون لأي شيء نقوله تأثيرات عملية». (درس ألتوسير)

لم تكن هذه سوى البداية. صار مشروع رانسيير أكثر اكتمالًا مع مرور الزمن. بداية من ألتوسير والماركسية الأرثوذوكسية، سريعًا ما صارت رسالة رانسيير «الفلسفة – إنها حقيبة كبيرة مملوءة بالأزبار». في كتابه «كراهية الديمقراطية» يهاجم رانسيير التقليد الأفلاطوني ويربطه عمليًا بكل فيلسوف ماركسي. جادل بأن كل فيلسوف ينتمي للتقليد الغربي، من أفلاطون حتى ماركس، أراد أن يكون الملك الفيلسوف حتى يحشو أفواه الجماهير الجاهلة العمياء بالحقيقة. استمر رانسيير في هذا المسار الفكري في كتبه الأخرى مثل "سوء الفهم" حيث اتهم كل منظري الديمقراطية بأنهم مخربون أفلاطونيون.

أحد أشهر صراعاته كان مع زميله، تلميذ ألتوسير، آلان باديو، بسبب أفلاطونيته التي اعترف بها.             

كس أم هذا الرجل

باديو الذي كان هدفه إحياء «أفلاطونية مساواتية» كتب مقالًا عن رانسيير بعنوان «دروس جاك رانسيير: المعرفة والسلطة بعد العاصفة»، حيث اعترف باديو أن أكثر الأشياء الخرائية التي يمكن فعلها حيال رانسيير هي الاتفاق معه:

«الحديث بشكل طيب فحسب عن جاك رانسيير ليس مهمة سهلة، إذا وضعنا في الاعتبار المنصبين اللذين نشغلهما. في الحقيقة ربما يكون مديحي المستمر أسوأ مصير لديّ تجاهه. هل يكون فعل ذلك تحديدًا أكثر الأساليب مكرًا في مهاجمته؟ على سبيل المثال، إذا كان بإمكاني إعلان أننا متفقون في عدد من النقاط الهامة، كيف سيستقبل ذلك؟هل سيغير رأيه سريعًا في كل هذه النقاط ويتركني وحيدًا؟» (جاك رانسيير: التاريخ، السياسة والإستطيقا)

ثم يوجد جان بودريار، الذي بدأ حياته المهنية بأن قال للجميع «انسوا فوكو»، والمشاغب الأكاديمي بامتياز. مُنَظِّرو المحاكاة استعانوا بـ «مجتمع الاستعراض» لجي ديبور وحولوه إلى صورة عدمية للكآبة واليأس. ولكن رانسيير ليس لديه وقت لذلك. كتب قائلًا في كتابه «مصائب الفكر النقدي»: «منظرو المحاكاة هم قلب المحاكاة نفسها». (ليس من الصعب فهم أنها إحالة إلى بودريار).

«ماركسية إنكار أساطير السلعة، مغالطات مجتمع الاستهلاك، وإمبراطورية الاستعراض. منذ أربعين عامًا، كان من المفترض منها أن تكشف آليات الهيمنة، من أجل أن تزود محاربي رأس المال بأسلحة جديدة. لكنها تحولت إلى العكس بالضبط: شكل من المعرفة العدمية عن حكم السلعة والاستعراض، عن تساوي أي شيء مع أي شيء، وأي شيء يكون على صورة أي شيء.

... التباعد الحالي بين الممارسات النقدية وأي منظور للتحرر لا يكشف سوى عن الانفصال الموجود في قلب النموذج النقدي. ربما يسخر من أوهامه ولكنه يظل مسجونًا بداخل منطقه. لهذا أظن أنه من الضروري أن نعيد فحص جينالوجيا المفاهيم وممارسات ذلك المنطق، والطريقة التي يتشابك فيها مع منطق التحرر الاجتماعي». (مصائب الفكر النقدي)

 

#3 يعتقد أن أستاذك عديم النفع

قد يبدو اﻷمر ساخرًا بالنسبة إلى أحد اﻷساتذة إذا استنتج أنه «كس أم اﻷذكياء»، لكن رانسيير يقيم هذه الحجة في كتاب «المعلم الجاهل». هل ترى؟ لقد كان يكره الفلاسفة منذ البدء، ويتهم الفلاسفة منذ بداياته في كتاب «درس ألتوسير» مرورًا بـ «كراهية الديمقراطية» وحتى «الفيلسوف وتابعه الفقير»، بتقديم الحقيقة، بألف ولام التعريف، كي يبولوا على الجماهير الجهلة مياه الحقيقة الذهبية. ذلك يقدم حجة دامغة لِمَ لا يجب أن أقرأ رانسيير مطلقًا، وربما الاكتفاء بفَشْخ الشرطة بطريقتي الخاصة.

لكن في كتاب «المعلم الجاهل»، يوجه رانسيير اللوم إلى اﻷساتذة. هل ترى! يحاول اﻷساتذة جاهدين أن يجعلوك غبيًا، غبيًا بحق، إلى درجة أنه من اﻷفضل بالنسبة لك أن تفكر بشأن خرائك بجدية حقيقية بدلًا من أن تلتحق بفصل دراسي عن موضوع ما، فلماذا يقول شيئًا كهذا؟ 

لقد كان هناك شخص يدعى جاكوتو، وكان رجلًا مذهلًا. كان مواطنًا فرنسيًا ارتحل من بلده للتدريس في بلجيكا بعد الثورة الفرنسية كي يُعلِّم الفرنسية، لكن طلابه لم يكونوا يتحدثوا سوى اللغة الفلمنكية، وهو لم يكن يتحدث الفلمنكية، ففعل ما قد يفعله أي أستاذ مسؤول في مكانه، أعطاهم نسخة حديثة من تلك الرواية التي تدعى «تليماك»، احتوت على النص الفرنسي في صفحة والنص الفلمنكي في الصفحة المقابلة لها، ثم أخبرهم: «فسروها بأنفسكم».

وهكذا فعلوا.

أكثر المعلمين كسلًا

يدافع رانسيير عن هذا النوع من «التعليم الكوني»، ويقول إن نمط الأستاذ/الطالب التقليدي لا يهدف إلا إلى استدامة اللامساواة المجتمعية وإبقاء الطلاب في حالة من البلادة، وليست البلادة إلا وصفًا مهذبًا للغباء. وأصبحت تبعات هذه الفلسفة هي؛ أولًا: أنت لا تحتاج إلى أستاذ مثل رانسيير كي يعلمك أي شيء. ثانيًا: يمكن لأبٍّ أُميٍّ أن يُعلِّم أطفاله القراءة عن طريق إعطائهم كتابًا وإخبارهم أن «يفسروه بأنفسهم». هل تعلم الجانب المجنون من اﻷمر؟ أن هذا الهراء ناجح عمليًا، وليس في مجرد ركن عشوائي في أوروبا حيث ولدت التجربة.

أتعْلَم كيف استوعب عقلك الغبي بصعوبة كيفية تغيير اﻹعدادات على جهاز الكندل الخاص بك؟ أتذكُر الدرجة الجامعية الراقية التي أنفقت أكثر من مئة ألف دولار كي تحصل عليها؟ حسنًا! خذ في طيزك! ﻷن بضعة أطفال في إثيوبيا لا يعرفون الجهاز اللوحي، لا يستطيعون تعديل إعداداته فحسب، لكن يستطيعون أيضًا إزالة أي إجراءات حماية مزعجة بينما يتعاملون معه.

هل ترى؟ لقد اقترح أحد أعضاء مشروع «جهاز كمبيوتر محمول لكل طفل» فكرة ألمعية بترك مجموعة من اﻷجهزة اللوحية من نوع «زوم موتورولا» في قرية إثيوبية مليئة باﻷطفال. لم يكن اﻷطفال يتحدثون اﻹنجليزية، وهي اللغة التي تعمل بها اﻷجهزة، ولم يروا جهاز كمبيوتر من قبل. في غضون أسابيع كان أولئك اﻷطفال عباقرة ملاعين في تلك اﻷشياء إلى درجة أنهم عرفوا كيفية فك شفرتها.

«لقد تركنا الصناديق في القرية، مغلقة ومطبقة بشرائط لاصقة. بدون تعليمات، وبدون إنسان ليشرحها. فكرت أن هؤلاء اﻷطفال سوف يلعبون بالصناديق! في غضون أربع دقائق، لم يفتح أحد اﻷطفال الصندوق فحسب، بل وجد زر اﻹغلاق والفتح، ولم يكن رأى في حياته ذلك الزر، وقام بتشغيل الجهاز. بعد خمسة أيام، كانوا يستعملون سبعة وأربعين تطبيقًا في اليوم، خلال أسبوعين استطاعوا اختراق نظام اﻷندرويد، أغلق أحد اﻷغبياء في شركتنا، أو في مختبر الوسائط، الكاميرا، ففهموا أن للجهاز كاميرا واخترقوا اﻷندرويد». 

هناك المزيد: قرر باحثون آخرون أن يعطوا ذلك التعليم الكوني فرصة، وقدَّموا مجموعة من كتب الدراسية في البيولوجيا الجزيئية باﻹنجليزية إلى مجموعة من اﻷطفال الذين يتحدثون اللغة التاميلية في جنوب الهند.

تُركوا لحالهم لمدة شهرين، بدون مساعدة خارجية أو تعليمات، شعر الباحثون أن هذه المهمة ستؤكد أنه «نعم، نحن نحتاج إلى أساتذة في بعض المواد» (ميترا، 2010). [1]بالتأكيد، عندما سألهم ميترا بعد شهرين ما الذي تعلموه من البيولوجيا الحيوية، أكد اﻷطفال أنهم لم يفهموا شيئًا، ومما دعا للضحك من أحاديث ميترا العديدة، أنه على الرغم من ذلك، كان رد  إحدى الفتيات من المجموعة أنها أوضحت أنه «بخلاف  حقيقة أن الاستنساخ غير الملائم لجزيء من الحمض النووي يسبب مرضًا جينيًا، لم نفهم أي شيء». (عن المتشردين والمعلمين: جاكوتو ورانسيير وميترا حول التعلم المنظم ذاتيًا - ريتشارد ستامب)

لكن جميع الطلاب أخفقوا عندما خاضوا اختبارًا في المادة، وباﻹخفاق أعني أن متوسط درجاتهم بَلَغ 30%، الذي هو أقل بأربعة درجات مما أحرزته في الامتحان النهائي لمادة الفيزياء في المدرسة الثانوية، والذي أجريته باللغة التي أتقن تحدثها.

---

هل تريد أن تعرف أكثر عن رانسيير؟

 

تُرجمت ثلاثة كتب لجاك رانسيير إلى العربية، وهما: «سياسة اﻷدب» للمترجم رضوان ظاظا، عن دار المنظمة العربية للترجمة. و«كراهية الديموقراطية» للمترجم أحمد حسان، عن دار التنوير. و«المعلم الجاهل» للمترجم عز الدين الخطابي، عن مركز القطان للبحث والتطوير التربوي. في نهاية اﻷسبوع سننشر حوارًا مع رانسيير عن «الديمقراطية واﻷناركية والسياسة الراديكالية اليوم» من ترجمة أحمد حسان.. فانتظرونا. (المترجمان)

--------

 [1] سوجاتا ميترا عالم فيزياء المواد الصلبة، وقد قاده اهتمامه بالعقل البشري إلى دراسة أساليب التعلم وعلاقتها بالذاكرة. بداية من عام 1999 بدأ مبادرة «ثقب في الجدار»، حيث وضع جهاز كمبيوتر في كشك محفور له في جدار ليكون متاحًا أمام الأطفال في أحد المناطق العشوائية الفقيرة في الهند (وهي التجربة التي كررها بعد ذلك في 23 مكانا آخر بالهند، ثم كررها في كمبوديا)، وقد أثبتت تجربته أن مجموعات الأطفال، أيًا كانوا وأيًا كان مكانهم قادرون بمفردهم ودون الحاجة إلى معونة من أحد، على تعلم الكمبيوتر والإنترنت في حالة وجود أجهزة كمبيوتر عامة في أماكن مفتوحة كالطرق والملاعب، حتى دون أن يعرفوا كلمة واحدة باللغة الإنجليزية.