حوار التليجراف مع آنا مكمولان*
حوار: ديزي بوي-سيل
ترجمة: أمير زكي
بمناسبة مرور 60 عاما على العرض المسرحي الأول لـ "في انتظار جودو"
* آنا ماكمولان؛ أستاذة المسرح بجامعة ريدينج

الترجمة خاصة بـ Boring Books

يحتفظ المترجم بحقه في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بترجمته دون إذن منه.

مع بلوغ "في انتظار جودو" عامها الستين، تشرح المتخصصة ببيكيت آنا مكمولان لم تظل المسرحية جذابة.
مسرحية صمويل بيكيت "في انتظار جودو" عرضت لأول مرة بالفرنسية بمسرح صغير في الضفة الشمالية من باريس بمسرح "دي بابيلون" من ستين عاما، في الخامس من يناير عام 1953.
 
من ساعتها أصبحت واحدة من أهم وأشهر المسرحيات في القرنين العشرين والحادي والعشرين، وعرضت مرات لا نهائية في العالم كله، المختصة بصمويل بيكيت آنا مكمولان تجيب عن بعض الأسئلة عن هذا العمل الأصيل:
ما هي أهم العروض لـ "في انتظار جودو"؟
كما هو واضح هناك عرض روجر بلين في باريس. عدد من النقاد الفرنسيين الذين شاهدوه قالوا: "نحن لم نر أبد شيئا كهذا، هذا ليس المسرح نفسه الذي نعرفه".
 
وهناك بالطبع عرض بيتر هول (الذي كان في عمر الرابعة والعشرين ساعتها) والذي أخرج العرض الإنجليزي الأول بعده بعامين، عام 1955، في مسرح الفنون بندن. الناقد المسرحي كينيث تينان قال إنه غيّر قواعد المسرح.
 
النقاد البريطانيون كانوا مرتبكين في البداية من المسرحية أكثر من الفرنسيين الذين شهدوا أنواع مشابهة من الدراما الوجودية. ولكن بعد ذلك فتينان وعدد من النقاد البارزين بدأوا يكتبون عن المسرحية. من الصعب التذكر الآن، ولكن شيئا مثل هذا لم يُرى من قبل. المسرحية بدأت بتغيير الطريقة التي يفكر بها الناس عن المسرح.
 
عرض بيكيت نفسه كان مهما أيضا؛ أخرجها بمسرح شيلر في برلين عام 1975. العرض سافر عالميا ووصف بأنه عرض باليهي للغاية. اهتم بيكيت بشكل كبير بالملابس والتصميمات. شوهد العرض كنسخة صارمة، ولكن هذا لا يعني أنه ليس بإمكاننا إعادة تفسير المسرحية.
 
العلاقة بين شخصيتي بوتسو ولاكي يمكنها أن تكون مربكة جدا؛ إنها علاقة قمع واعتماد يمكنها أن تقود المسرحية لأن تُفَسَّر في عدد من مواقف الصراع في العالم كجنوب أفريقيا وساراييفو – التفسير الأخير كان بعرض سوزان سونتاج تحت الحصار[1].
هل صنع بيكيت العديد من التغييرات في المسرحية بعدما عرضت لأول مرة؟
نعم، هو صنع العديد من التغييرات، عندما كتبها لأول مرة لم يكن يعرف الكثير عن المسرح، هو كان يحضر المسرحيات وهو شاب، وبعض أصدقائه كانوا يعملون في المسرح، ولكنه تعلم صنعة المسرح عندما حضر بروفات مسرحياته في الخمسينيات.
 
في الستينيات بدأ يخرج مسرحياته وهنا يمكنك أن تبدأ برؤية بيكيت وهو يكتب حقا للإخراج المسرحي، هو بالفعل أعاد كتابة أجزاء من "جودو" وأضاف العديد من الشروحات أثناء البروفات بمسرح شيلر – الأصول لا تزال موجودة.
إذن فهل كل النسخ ملحق بها هذه التغييرات؟
في الحقيقة ليست كل النسخ، وهناك جدل مثير عن ما هي النسخة التامة حقا.
 
"فيبر آند فيبر" نشرت مجموعة من المفكرات التي احتفظ بها بيكيت عندما كان يخرج عددا من مسرحياته، ففي النهاية المسرحية هي نفسها – صعلوكان ينتظران جودو – ولكن هذه المفكرات تتضمن نصا مُرَاجَعا، وأي شخص يخرج المسرحية يمكنه أن يطلع على النص المنشور ويستعين بهذه المفكرات أيضا.
 
ولكنه كان كاتبا ومخرجا دقيقا تماما، وهو لم يكن يحب حقا أن يغير الناس في النص ببساطة.
ما هو المهم في عروض "في انتظار جودو"؟
هناك العديد من الأشياء؛ شخصيتا فلاديمير واستراجون جذبتا عددا من الشراكات التمثيلية؛ هذا يتضمن ريك مايال وآدريان إدمنسون، ستيف مارتين وروبين ويليامز. شاهدت عرضا من جوهانسبرج عندما سافر إلى لندن كان النجمان فيه هما جون كاني وونستون نتشونا، وكانت هذه عروض رائعة للغاية.مؤخرا إيان مكلين وباتريك ستيوارت أديا الدورين في مسرح وست إند. بيكيت الآن مثل شكسبير، هذه الأدوار يتهافت عليها الممثلون.
المسرحية أربكت الكثيرين: ما الذي تحاول أن تقوله في اعتقادك؟
يمكننا أن نتحدث إلى الأبد عن معناها، ولكني في الحقيقة أعتقد، مثل بيكيت، إنها عن اختبار المسرحية، أنت تذهب وتجلس على مقعدك بالمسرح وتمتص ما يحدث، الشخصيات في مواجهتك تنتظر وبينما ينتظرون نشاركهم الزمن نفسه والمكان نفسه ونشاهد بشر وهم يتفاعلون على المسرح. نشاهد هذه اللحظات من اللطف وتلك اللحظات من القسوة وأعتقد إنها بالفعل تعرض لنا الحقائق الأساسية للوجود الإنساني.


[1] أخرجت الكاتب الأمريكية سوزان سونتاج مسرحية "في انتظار جودو" وعرضتها في ساراييفو عام 1993 أثناء حصار الصرب للمدينة