عرض موريس نادو لرواية "مالون يموت" لصمويل بيكيت
عن مجلة "ميركور دى فرانس" الفرنسية
مارس 1952
ترجمة: أمير زكى
 
عن ترجمة فرانسواز لونجهورست إلى الإنجليزية
من كتاب التراث النقدى المتعلق ببيكيت Samuel Beckett- The Critical heritage
موريس نادو (ولد 1911)، ناقد ومحرر فرنسى، معروف كمكتشف للمواهب الجديدة، كان واحدا من الأوائل الذين كتبوا عن صمويل بيكيت فى فرنسا، وعرض معظم رواياته. ألف العديد من الكتب، ومن ضمنها "هذا الأدب" (1952)، "الرواية الفرنسية منذ الحرب" (1963)، "تاريخ السوريالية" (1964).

الترجمة خاصة بـ Boring Books

يحتفظ المترجم بحقه في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بترجمته دون إذن منه.

***
عمل جديد لمؤلف "مولوى"، حيث السارد – مالون – الذى يخبرنا أنه يتخيل شخصيات بيكيت فى أعماله السابقة، والذى يخلط قصته أحيانا بقصصهم، فى طريقه إلى الموت. قبل النهاية، يريد أن يسرد لنفسه قصص، ويصنع قائمة بـ"ممتلكاته" حتى يمر الوقت بأفضل طريقة ممكنة. هو يرقد ولا يتحرك على سرير متهالك، فى حجرة مضاءة نهارا وليلا بنفس الضوء الرمادى، لا يعرف بالضبط أين هو ولا من هو. ذكرياته تتلاشى وربما هى متخيلة. هو يفشل فى خلق قصص "متماسكة" ليتحدث عن الشخصيات والمغامرات التى تحدث لهم. هل هو يتحدث عن نفسه أم أنهم مجرد اختراعات عقله؟ هو يموت بدون أن يسعى لتوضيح أى شىء: حياته الماضية، مرضه الحالى، الأماكن التى عاش فيها، الناس الذين قابلهم. هو يبحث عن شىء ولكن ما هو؟ كل شىء بما فى ذلك نفسه يتلاشى فى الضباب الغامض وراء الزمان والمكان. حتى واقع كونه يقترب من الموت غير مؤكد.
بشكل أكثر خشونة – حتى من مولوى – يحاول صمويل بيكيت فى "مالون يموت" أن يلتقط الوجود الداخلى (مبدأ الحياة؟) هذا الذى يتهرب من كل محاولات تعريفه. لا شىء مؤكد فى الواقع الذى لا يمكن اختراقه والذى يحاول السارد فى النهاية أن يعبر عنه. بغض النظر عن كون الميتافيزيقا هنا صلبة جدا أو متفجرة أو حتى مبهجة. فإنها تشير هنا إلى اللا شىء فى الحياة، اللا شىء فى الإنسان، إنها تتحرك نحو العدم المطلق. "مولوى" تعطينا انطباعا بأنه من المستحيل أن نتحرك أبعد للسيطرة على اللا شىء. "مالون يموت" تعود إلى سياق الفعل الذى تتم الكتابة عنه فى عمل آخر لم ينشر بعد(1). بعد هذا العمل سيكون من الصعب تخيل أن هناك شيئا متبقى لبيكيت سوى الصمت.
***
(1) المقصود رواية "اللا مسمى" لبيكيت.