"إنهم أناس لا يعرفون لأنفسهم هدفا محددا، وإيمانهم الدينى إيمان سطحى، ولم يفكروا بما فيه الكفاية فى معنى الحياة، ولا فيما خلقهم الله من أجله، وهكذا تتبدد أفكارهم وأعمارهم فى لهو وسفسطة، وتهدر قواهم الحقيقية بلا عمل. تستغفلهم الأوهام، ويمضى الزمن وهم لا يعلمون.."
***
"حتى أخطاء الإنسان يجب أن تكون مقدسة."
***
"إن الحياة أعظم من جميع آمالها."
***
"... المتطلعين إلى المجد فى طريق الله لا يحفلون بالسعادة."
***
"بالحزن يتقدس الإنسان ويعد نفسه للفرح الإلهى."
***
"وقال له حمزة السويفى يوما فى مناقشة على هامش العمل اليومى:
- السعادة هى غاية الإنسان فى هذه الحياة.
فقال عثمان بازدراء باطنى:
- لو كان الأمر كذلك لما سمح سبحانه بخروج أبينا من الجنة..
- إذن فما الهدف من الحياة فى نظرك؟
فأجاب باعتزاز:
- الطريق المقدس..
- وما الطريق المقدس؟
- هو طريق المجد، أو تحقيق الألوهية على الأرض!
فتساءل حمزة بدهشة:
- أتطمح حقا إلى سيادة الدنيا؟
- ليس ذلك بالدقة، ولكن فى كل موضع يوجد مركز إلهى.."
***
"إن أحدا لا يعلم الغيب، ولذلك يتعذر الحكم الشامل على أى فعل من فعالنا، بيد أن تحديد هدف للإنسان يعتبر هاديا فى الظلام وعذرا فى تضارب الحظوظ والأحداث، وهو مثال على ما يبدو أن الطبيعة تترسمه فى خطواتها اللا نهائية."
***
"إن الموظف مضمون غامض لم يفهم على وجهه الصحيح بعد. الوظيفة فى تاريخ مصر مؤسسة مقدسة كالمعبد، والموظف المصرى أقدم موظف فى تاريخ الحضارة. إن يكن المثل الأعلى فى البلدان الأخرى محاربا أو سياسيا أو تاجرا أو رجل صناعة أو بحارا فهو فى مصر الموظف. وإن أول تعاليم أخلاقية حفظها التاريخ كانت وصايا من أب موظف متقاعد إلى ابن موظف ناشئ. وفرعون نفسه لم يكن إلا موظفا  معينا من قبل الآلهة فى السماء ليحكم الوادى من خلال طقوس دينية وتعاليم إدارية ومالية وتنظيمية. ووادينا وادى فلاحين طيبين يحنون الهامات نحو أرض طيبة ولكن رءوسهم ترتفع لدى انتظامهم فى سلك الوظائف، حينذاك يتطلعون إلى فوق، إلى سلم الدرجات المتصاعد حتى أعتاب الآلهة فى السماء. الوظيفة خدمة للناس وحق للكفاءة وواجب للضمير الحى وكبرياء للذات البشرية وعبادة الله خالق الكفاءة والضمير والكبرياء."
***
"خير تعريف للحياة أنها لا شىء..."
***
"- إنك سيدة محترمة، والسيدة المحترمة لا تسكر كل ليلة..
- إذن كيف تسكر السيدة المحترمة؟"
***
"الوظيفة حجر فى بناء الدولة، والدولة نفحة من روح الله مجسدة على الأرض!"
نجيب محفوظ
حضرة المحترم